يبدو المسجد من مظهره الخارجي كبناء سكني إلا أن قصة بنائه جعلته من أشهر مساجد إسطنبول.
قصة مسجد كأني أكلت في تركيا
تعد قصة مسجد كأني أكلت (صانكي يدم – sanki yedim) من أغرب وأطرف القصص وأكثرها عبرة،تبدأ قصة الجامع العريق في القرن الـ17 الميلادي في العهد العثماني، على يد رجل يدعى “خير الدين كتشيجي أفندي”. إذ يحكى أنه كان شخص ورع يعيش في مدينة إسطنبول، منطقة الفاتح و كان هذا الشخص كلما مشى في السوق وتاقت نفسه إلى شراء لحم أو حلوى أو فاكهة يقول في نفسه: (صانكي يدم – Yedim sanki) أي بالعربية كأني أكلت ويربت على بطنه برضاً محاولاً إقناع نفسه بأنه حصل على ما اشتهى.ويضع ثمن ما اشتهاه من طعام وشراب في صندوق يحتفظ به في بيته.
وما بعد آخر وسنة بعد أخرى، تراكمت الأموال في الصندوق، وأصبح بإمكان خير الدين تحقيق الأمنية التي جمع كل ذلك المال لأجلها. لقد كان يريد بناء جامع في منطقة سكنه(منطقة الفاتح)، وهو ما تم، لكن بمساعدة احتاجها من صديقه محمد شوقي أفندي وتقديراً لورعه وما قام به من ايثار اطلق أهل منطقته على الجامع اسم جامع (صانكي يدم – Yedim sanki) ليصبح أغرب اسم مسجد في مدينة إسطنبول وربما في العالم أجمع.
بقي المسجد صامداً لعهود بعد ذلك إلى أن أتت عليه الحرب العالمية الأولى، التي نشبت نيرانها سنة 1914م، لكن الأتراك لم يسمحوا بأن يمحى أثره، فأعادوا بناء ما هدم منه وترميمه سنة 1960.
لمحة عن مسجد كأني أكلت بتركيا
بعد أن تحدثنا عن جامع صانكي يدم قد تتبادر إلى ذهنك صورة عن جامع كبير بأربع مآذن شامخة، كما هي الحال في معظم مساجد تركيا، لكن هذا المسجد هو مسجد بسيط جداً في حي “زيريك” بمنطقة الفاتح في إسطنبول
تبلغ مساحة أغرب مسجد في مدينة إسطنبول حوالي 100م² للمساحة الداخلية و 130م² للمساحة الخارجية وله قبب كبيرة، و4 أرباع مغطاة بالرصاص، وتحتوي المئذنة على شرفة واحدة فهو بالغ البساطة والزهد في بنائه.
كما أن عمارة هذا الجامع لا تجمعها علاقة بالعمارة الإسلامية التركية المعروفة في بناء المساجد إلا مئذنته الوحيدة العالية.
يستوعب الجامع مئتي مصل فقط، وبه جناح لصلاة النساء.
تعرض جامع كأني أكلت لأضرار جسيمة بسبب حريق كبير حصل داخله، وظل بعدها مهجوراً حتى عام 1959-1960، وبعدها وبمساعدة سكان الحي والتبرعات تم ترميمه ، وهناك على باب المسجد وضع حجر من الرخام نقش عليه تلخيص بسيط لقصته.
اقرأ أيضاً : جامع السلطان أحمد