تحمل فئات الليرة التركية المتعددة حسب قيمتها صورة أتاتورك إلى جانب شخصيات أخرى فمن هي؟! وماهي قصة الليرة التركية؟
بدأ تاريخ التدخل باسم الليرة منذ عهد السلطان العثماني عبد المجيد بتاريخ 1843م ، وكانت تعرف باسم الليرة العثمانية.وهذا بعد أن كانت الاكجا أو الاكشا هي العملة الرسمية ثم أمر السلطان العثماني في ذلك العهد عبد المجيد بتحويل العملة العثمانية من الأكجا إلى الليرة وأصبحت تسمى العملة العثمانية بالليرة العثمانية.
بقي استعمالها إلى ما بعد انتهاء الدولة العثمانية في تركيا حتى عام 1925،إذ بعد هذا التاريخ تم إصدار قانون العملة النقدية الجمهوري رقم 701 والذي على إثره أصبحت الليرة العثمانية ليرة تركية من خلال ضرب صورة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتورك ورمز العلم والهجمة.
تم صك العملة التركية المُستخدمة اليوم بتاريخ 1 يناير 2009 من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية مع إبقاء الرسومات الموجودة عليها ويمكن تعريف أصحاب الرسومات الموجودة على العملة التركية بالشكل التالي:
مصطفى كمال أتاتورك:
يعود مسقط رأس أتاتورك، لمدينة سالونيك اليونانية حيث ولد هناك و تولى أتاتورك حكم منطقة الأناضول بولاياتها الست الكبرى، بتكليف من السلطان العثماني، بعد احتلال الإنجليز لإسطنبول عام 1918، كونه ضابط ضمن القوات العثمانية.
يشير مؤرخون أن وضع صورة أتاتورك على جميع فئات العملة التركية يعود لفضله في تأسيس الدولة، بعد توقيع معاهدة لوزان مع الاحتلال الإنجليزي وبموجب هذه الاتفاقية نالت تركيا استقلالها الكامل وتم إعلان تركيا كجمهورية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر من نفس العام تم إعلان تركيا كجمهورية تركية وأُعلن مصطفى كمال أتاتورك كمؤسس للدولة وأول رئيس لها. وتكريمًا لدوره في ذلك إلى يومنا هذا تُطبع صورته الشخصية على جميع أنواع العملة التركية بلا استثناء.
أيدين ساييلي (1913-1993):
بروفيسور تركي يعد رأس هرم المُجَمِع للتاريخ التركي، ولد في مدينة إسطنبول عام 1913، ولكونه من الطلبة المتميزين أرسلته تركيا للدراسة بجامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1933، حيث درس التاريخ والفلسفة.
وأتم دراسة الدكتوراة برسالة بحثية تحت عنوان “النظريات العلمية في العالم الإسلامي”، وسانده البروفيسور الأمريكي جورج سارتون.
وتعد رسالته أول دكتوراة علمية في مجال التاريخ العلمي أو الفلسفي، وهذا ما جعله مميزًا في تركيا،كما أمه حصل على عدة جوائز ثقافية وأكاديمية حول العالم وبعد رجوعه إلى تركيا لعب دورًا كبيرًا في تجميع الوثائق والمصادر التاريخية التركية وكتكريم له قامت الحكومة التركية عام 2009 بوضع صورته على عملة الخمس ليرات.
جاهد عرف (1910-1997):
بروفيسور تركي ولد في مدينة سالونيك اليونانية لأسرة عثمانية، درس المراحل الدراسية الثلاث في اسطنبول، واكمل دراسته الجامعية “بكالوريوس وماجستير” في فرنسا، وحصل على الدكتوراه من ألمانيا في مجال الرياضيات.
وهو أول رئيس لمؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية “TÜBİTAK”،ساهم البروفيسور التركي في تطوير علم الجبر وربطه مع علم الهندسة حيث كتبت عدة جوائز في الرياضيات باسمه.
أعماله العلمية العظيمة للتاريخ والبشرية، قامت الحكومة التركية عام 1997 بوضع صورته على عملة الـ 10 ليرات.
المعماري كمال الدين (1870-1927):
ولد في مدينة إسطنبول،وهو أحد أشهر المهندسيين المعماريين الأتراك, سافر إلى ألمانيا لاستكمال تعليمه بمنحة دراسية، وعاد إلى اسطنبول ليشارك في تنفيذ العديد من المهام الإدارية والفنية في الدولة مثل تصميم خطوط السكك الحديدية في اسطنبول، وبناء محطة قطار ادرنة وترميم الجوامع والمباني التاريخية، توفي عام 1927 نتيجة إصابة في المخ، تكريماً لذكراه تم وضع صورته على العملة التركية من فئة ال20 ليرة.
فاطمة عليا توبوز (1862-1936):
كاتبة وأديبة تركية، ولدت عام 1862 في إسطنبول، لم تدرس الأدب بل تعلمته من خلال الدروس التي كانت تلقن لأخيها علي سعادة.
وعملت بعد زواجها من الضابط العثماني فائق بيك، في مجال الترجمة بعد اتقانها للغة الفرنسية، حيث ترجمة رواية “فولونتا” للأديب الفرنسي جورجس أوهنيت، وبدأت رحلتها في عالم الأدب.
اختارها السيد مدحت باشا (مدير تحرير مجلة ترجمة الحقائق الأدبية) لمساعدته في كتابة رواية “الخيال والحقيقة” وكانت أول رواية تشارك في كتابتها. واستمرت في مجال الكتابة إلى أن انجزت 10 روايات أهمها “مرام” التي ترجمت الى العربية وُضعت صورتها على الخمسين ليرة التركية لإنصافها كأول كاتبة روايات في العالم الإسلامي.
بوهاري زادا مصطفى عطري (1640-1712):
رائد الموسيقى التركية الكلاسيكية و أول من كتب ألحانها بالإضافة للتسبيحات التي تقرأ في الأعياد إلى يومنا الحالي ويعود مسقط رأسه لمدينة إسطنبول، وله العديد من الألحان الموسيقية التي كان يلقيها أمام السلاطين العثمانين في القرن الـ 17، والتي تركت آثارًا روحانية.
وتخليداً لاسمه كأول موسيقار وملحن عثماني مُبدع وضعت صورته على عملة الـ 100 ليرة.
يونس إمره (1238-1320):
أديب عثماني شهير، ولد في مدينة إسكي شهير ويعتبر واحد من أهم الشعراء الأتراك الذين مروا على تاريخ الأناضول ومؤسس طريقة “وحدة الوجود” ,كتب أشعاراً بالعربية والفارسية والعثمانية.عاش يونس إمرِه في أوائل سنوات تأسيس الدولة العثمانية وكانت في تلك الفترة حديثة الولادة وضعيفة القوة وكانت عُرضة دائمة للنهب المغولي، كما كان هناك اقتتال مذهبي وسياسي داخل مُدنها فكتب كتاب (رسائل النصح) الذي دعا إلى التوحد والبعد عن المذهبية؛ وترك الأديب أكثر من12 أثرخلدت في قلوب العثمانيين والأتراك في مجالات الفكر والعلوم والفلسفة.
وضعت صورته على العملة النقدية فئة 200 ليرة، تكريمًا لجهوده، وتخليدًا لاسمه وأعماله في مجال الأدب والعلم والتفكر.